كان العام 1990 ربما ىخر عام تشهد به الرمثا فورة رياضية وضعت اسم الرمثا ورياضتها ضمن الترتيب الاسيوي لكن بنفس الوقت كان هذا العام بداية الأنطفاء للرياضة الرمثاوية وتحول عشق اللاعبين للكرة إلى أعتبارها كومة من الدنانير تتدحرج امامهم ، حين اصبحت الرياضة الرمثاوية كما الأردنية مصالح مالية اولا وأخيرا .
لن نقارن بين كيف كنا وكيف أصبحنا لكن لماذا يحصل هذا معنا ، حين كان اسم الرمثا وحده كافيا لأخافة أي فريق ، وحين كان تدريب فريق الرمثا يحضره عشرة الآف متفرج ، جيل أصبح الآن يسمى قدامى اللاعبين لم نستفد منهم شيئا في سبيل المحافظة على الكرة الرمثاوية ، حين كانت اعمار جماهير الكرة الرمثاوية بين الثلاثين والسبعين عاما ليتحول الان متوسط اعمار جمهور الكرة الرمثاوية الى 16 عاما .
انتكاسة وراء انتكاسة تتلقفها الكرة الرمثاوية ، وعلى الرغم من وجود فريقين فيهما من العراقة والحداثة الكثير إلا أنهما أصبحا رقما سهلا في بورصة الرياضة الأردنية . وبرغم ان الرمثا منتجة للاعبين الذين استفادت منهم كل الفرق الأردنية عدا فرق الرمثا .
نظرة سريعة إلى فريقي الرمثا ترون بها الفرق : ففريق الرمثا الذي ولد في سبعينات القرن الماضي ووصل الى مصاف أندية الدرجة الممتازة بفترة قياسية وحقق الانجاز خلف الانجاز في اعوام قليلة تحول منذ ما يزيد عن عشرة أعوام إلى فريق يترنح بين المحافظة على موقعه وخشية الهبوط الى درجة ادنى وهو ما حصل معه في الموسم قبل الماضي ثم بالكاد أستطاع العودة مرة اخرى ، الآن ما زال تائها في ملاعب الكرة الأردنية فمن هروب مدرب بسبب تدخلات الإدارة وعدم استقرار في التشكيلة نتيجة أطماع اللاعبين الكثيرة ربما , الرمثا أدى مباريات جيدة في بطولة الدرع الأخيرة لكنها لم تكن قريبة من الرمثا كما عرفه الناس .
اتحاد الرمثا هو الآخر يترنح بين اشياء لا يعرف أين قد تؤدي به ، فبرغم حداثته إلا أنه كان بامكانه أن يفعل الكثير لو استطاع استغلال ما أتيح له من فرص ، ولعل خدمة الأندية الاخرى له في نتائجها هي التي ضمنت له الحفاظ على مقعده بين الأندية الممتازة . نتائج الدرع المتواضعة أزاحت المدرب المحلي الدكتور ناجح ذيابات التي ربما لا يتحمل سوى القليل من المسئولية حيث يعاني الاتحاد من نقص في جميع صفوفه فلا حارس مرمى يعتمد عليه وخط دفاعه يرتكب الكثير من الأخطاء ويفتقد افتقادا تاما إلى لاعبين في المقدمة يستطيعون إحراز الأهداف .
جولة صغيرة في أي ليلة صيفية إلى مقاهي الرمثا ترى فيها لاعبي الفريقين يشربون القهوة ويدخنون النرجيلة ، كل منهم يحمل في جيبه باكيت السجائر إلا القليل منهم ، ناهيك عن أمور اكبر نعف عن ذكرها ، تستمر سهرتهم إلى الصباح دائما حتى لو كان صباح المباراة ، والليلة التي لا يلتقون بها في المقهى يلتقون بها في منزل احدهم لممارسة نفس العادات ، يتجولون في شوارع المدينة نهارا بلباسهم الرياضي معجبين أنهم لاعبين كرة القدم في الرمثا ، لم تعانق صدورهم أي ميدالية مهما كان نوع معدنها ، وكم نتمنى ان يتجولوا في شوارعنا وعلى صدورهم بعض الميداليات ولو كانت من ورق .
ما زلنا نتذكر اسماء لاعبي الثمانينيات بعد مضي ثلاثين عاما على لعبهم فكم عاما سوف نتذكر به هؤلاء ، إلى أين تسير الرياضة الرمثاوية . قديما كان أي أردني مها كان عمره يستطيع تعداد عشرة اسماء تسكن مدينة الرمثا ، الىن الكثير من أبناء الأردن بالكاد يعرفون اسم الرمثا على أنها مدينة أردنية حدودية ، كانت الرياضة علما في الرمثا فتم أنزاله ، مرة أخرى إلى أين تسير الرياضة الرمثاوية ؟ وما الذي يحصل لها ؟ ومن يتحمل المسئولية ؟